الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

لوحة الصرخة , طريقة التقمص الوجداني بالنقد الفني

الفنان : ادفار مونش ..
اللوحة : الصرخة (1893) ..
الخامة : زيت على قماش ..
مكان العمل معرض النرويج الوطني ..
طريقة النقد الفني : التقمص الوجداني  ..

إدفارتمونش (12 ديسمبر 1863 - 23 يناير 1944) (Edvard Munch) كان رساماً تعبيرياً وطباعاً نرويجياً.
تعد لوحة "الصرخة" (عام 1893) أشهر أعمال الفنان مونك. كانت من بين سلسلة لوحات سماها الفنان باسم "إفريز الحياة"، حيث طغت عليها مواضيع الحياة، والحب، والخوف، والموت، والكآبة. كما هو الحال مع معظم أعماله الأخرى، أصدر أكثر من نسخة من لوحة الصرخة. الأولى سرقت في عام 1994 والأخرى في عام 2004، وقد تم استعادتهما. مواضيع "إفريز الحياة" طغت أيضاً على معظم أعمال مونك الأخرى، مثل: "الطفل المريض"، و"مصاص الدماء"، و"الرماد"، و"الجسر".

وتعتبر هذه اللوحة التعبيرية تجسيداً حديثاً للقلق حيث لا تصور حادثة أو منظراً طبيعياً، وإنما حالة ذهنية .

في الجزء الأمامي من اللوحة نرى طريق سكة حديد، وعبر الطريق نرى شخصاً يرفع يديه بمحاذاة رأسه بينما تبدو عيناه محدقتين بهلع وفمه يصرخ وكأن الكون بأكمله يصرخ,  وفي الخلفية يبدو شخصان يعتمران قبعتين ، وخلفهما منظر طبيعي من التلال.

المنظر الطبيعي المسائي يتحول إلى إيقاع تجريدي من الخطوط المتموجة، والخط الحديدي المتجه نحو الداخل يكثف الإحساس بالجو المزعج في اللوحة وأما السماء والطبيعة المحيطة والألوان الصارخة والقوية والداكنة فهي تضفي أجواء خاصة كابوسيه وغريبة .

تخلق السماء الحمراء شعوراً كلياً بالقلق والخوف وتكون الشخصية المحورية فيها أشبه بالتجسيد الشبحي للقلق , التي أصبحت أيقونة دالة على القلق والخوف الإنساني , حيث تبرز هنا معاني الرعب والخوف الشديد والألم النفسي , والوحدة بشكل مكثف وإبداعي ومؤثر ,  فالوجه قد استطال وتشوه من شدة الخوف وملامح الوجه مطموسة نسبياً كالعينين والحاجبين والأنف وأما الفم فهو مفتوح ويصرخ , والعينان شاخصتان بشكل مبالغ فيه , واليدان تغطيان الأذنين , وبالطبع فإن وجود الشخصين القادمين يمكن أن يحمل أكثر من معنى .. والجسر المرتفع والهاوية تحته كذلك ..
اعتقد ان الفنان نجح في التعبير عن موضوعه وايصال مشاعره الى المتلقي والتأثير فيه .
ذكر الفنان في شرحه للوحته انه سمع صرخة عظيمة تردد صداها في الطبيعة المجاورة ,
 فلو رسم  شخص اخر لتجسيد الصرخة , بينما هو مرتعب منها لكان تجسيدا اقرب لواقعه .
حاول الفنان وضع مشاعر القلق والخوف التي انتابته في هذه اللوحة وقد نجح في ذلك ونلاحظ هذا من خلال الانطباع الاول الذي تتركه لدينا .
نلاحظ عدم اهتمام الفنان بالتفاصيل في الاشخاص او في المنظر الطبيعي , ولكنه عوض عنها بالخطوط المنحنية والمستقيمة المبالغ فيها التي اوصلت فكرة الفنان التعبيرية .
اسلوب الفنان تعبيري  لأنه اراد التعبير عن مشاعر القلق والخوف التي انتابته حيث تخلق السماء الحمراء شعوراً كلياً بالقلق والخوف وتكون الشخصية المحورية فيها أشبه بالتجسيد الشبحي للقلق , التي اصبحت حتى الان ايقونة داله على الخوف والقلق الانساني .

هناك تعليق واحد:

  1. ولقد تعددت التيارات في الفن والنقد الفني خلال القرن العشرين فقد ورث الفن المعاصر كل القيم في الفنون السابقة. وكان الفنانون يضيفون الجديد كل يوم، وكان النقد غير قادر على الإمساك بزمام الخارطة الفنية التي كانت تتوسع مما أثر على الذوق العام. وقد تمخضت محاولات الفنانين في القرن العشرين عن اتجاهات فنية لا حصر لها وكان من بينها: التكعيبية بمراحلها المختلفة وما رافقها من تيارات، الصفائية، التصوير الماورائي، الدادائية، التعبيرية الألمانية، المستقبلية، الطليعية الروسية، البنائية، السيريالية، التجريدية التعبيرية، فن الخداع البصري، الفن الجماهيري، فن الأرض، فن الإيماء، والمفاهيميـة. وغيرهـا من المـدارس الفنيـة التي كانت سريعـة الوميض والانطفـاء
    محمد الجادر

    ردحذف